دار الافتاء العراقية الموقع الرسمي
فتوى رقم ( 599 )
السائل محمود محمد حميد يسأل _ شيخنا الفاضل من فضل الله تعالى عليه أن جعلني اخدم أهل قريتي بخدمة غسل الأموات وأريد أن أسأل جنابكم الكريم بعضا من المسائل
-في حال كون الميت مصاب بجروح بليغة أو مقطوعا منه أطرافه أو مندلقه امعاءه
كيف يتم تغسيله والدماء تجري من كل مكان “”
-في حال كون الميت محروقا جلده بنسبة كبيره
-في حال كون الميت غريقا وبقى في الماء عده ايام وقد خاس لحمه وبدأ بالتفتت
كيفيه غسله ” افتونا مأجورين كوني محتاج لجوابكم مع جزيل الشكر والتقدير
أجاب على السؤآل سماحة مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي ( سدده الله تعالى ) الحمد لله رب العالمين وبه نستعين وصلى الله على نبينا المين وآله وصحبه اجمعين وبعد : السائل الكريم لك التحية والاحترام _ من مات بحادث سيارة وتقطعت أعضاؤه إلى أشلاء ، فإن أمكن غسل جميعه ؛ بأن تضم أعضاؤه بعضها إلى بعض غسل جميعه ؛ لأن غسل الميت واجب وقد أمكن ، فإن لم يمكن غُسل جميعه غُسِّل ما أمكن غسله ، وييمم لباقي الأعضاء .
قال النووي رحمه الله : “قال الأصحاب : إذا تعذر غسل الميت لفقد الماء أو احترق بحيث لو غسل لتهرى لم يغسل بل ييمم ، وهذا التيمم واجب ; لأنه تطهير لا يتعلق بإزالة نجاسة , فوجب الانتقال فيه عند العجز عن الماء إلى التيمم كغسل الجنابة … وحكى ابن المنذر فيمن يخاف من غسله تهري لحمه ولم يقدروا على غسله ، عن الثوري ومالك : يصب عليه الماء وعند أحمد وإسحاق : ييمم قال : وبه أقول” انتهى من “شرح المهذب”(5/140) مختصراً .
وقال ابن قدامة رحمه الله : “والمجدور ، والمحترق ، والغريق ، إذا أمكن غسله غسل … فإن خيف تقطعه بالماء لم يغسل ، وييمم إن أمكن ، كالحي الذي يؤذيه الماء ، وإن تعذر غسل الميت لعدم الماء ييمم ، وإن تعذر غسل بعضه دون بعض ، غسل ما أمكن غسله ، وييمم للباقي ، كالحي سواء” انتهى من “المغني” (2/210) .
وإذا صار غسل الميت متعذراً ، فإن أهل العلم يقولون : ييمم ، بمعنى أن الحي يضرب التراب بيديه ، ويمسح بهما وجه الميت وكفيه ، ثم يكفن ويصلى عليه ويدفنه” .
المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الأربعاء 19 جمادي آخر 1439 هجرية 7 آذار 2018
