عاجل_ اخبار الدار

الانــتقاد

 

 

 

الانــتقاد

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . لا يوجد فينا ولا بيننا نحن البشر من هو بلا عيوب وأخطاء، فالكمال لله وحده، تعالى اسمه وجلت عظمته، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول ” كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون “. أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وإذا كان لابد من النقد فليبدأ كلٌ منا بنفسه قبل أن ينتقد الآخرين. هنالك أدب ولياقة وأخلاق في النقد تدل على رفعة واستقامة وعدل صاحبها. وهناك من النقد ما لا يُراد منه سوى العبث في الحديث والخلط والنبش في سلوكيات الآخرين. لا يجب علينا أن ننتقد ونتبع عثرات الآخرين وأخطائهم وإظهار عيوبهم من أجل التشفي فقط . وإذا كان النقد مطلوبا – وهو كذلك – ، فلا بد لنا من أن نزن كلامنا ونتقن مهارة وفن النقد بعيدا عن الافتراء والكذب والتضليل، كما أن علينا معرفة فن أسلوب الحوار والحديث الهادف، على كل واحد فينا احترام حدوده وعدم توجيه سهام كلامه إلى غيره من غير بيّنة. قد يسأل سائل : ما بالك تكتب هذا الكلام في هذا الوقت بالتحديد ؟ والحقيقة أن من يتتبع ما وصلنا إليه من سلوكيات اجتماعية في هذا الباب، يدرك تماما أن خللا كبيرا قد أصاب مجتمعنا إلى درجة أن كل شيء عندنا أصبح مباحا، القذف، الكذب، الافتراء، النميمة، البهتان، التضليل، الغيبة، ما دامت السهام موجه للآخرين. البعض منا يتقن فن الانتقاد، ولا بأس في ذلك، والبعض الآخر ينتقي ويختار ألفاظا جارحة سليطة بذيئة، والبعض الآخر همه فقط البحث في أعمال وتصرفات ونشاطات الآخرين لعله يصطاد أخطائهم، ليطلق صواريخ من الانتقادات السليطة الحاقدة تجاههم، والبعض يملك غريزة حب الانتقاد من أجل التشفي. وإذا كانت آفة الانتقاد عادتك وصفتك فلا تمارسها على حساب مشاعر الاخرين. لا تجعل من انتقادات أدوات للغيبة والنميمة. والغيبة لغة : من الغَيْب ” وهو كل ما غاب عنك ” ، وسميت الغيبة غيبة لغياب المذكور حين تحدث عنه الآخرون. قال ابن منظور: ” الغيبة من الاغتياب ” أن يتكلم خلف إنسان غائبٍ بسوء ” . سَأل النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله اعلم . فقال : ذكرك اخاك بما يكره، قيل: أرايت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه مل تقول فقد بهَّته. رواه مسلم … لا يحق لك أن تطلق انتقادات جارحة موجعة هنا وهناك دون مراعاة لمشاعر الآخرين، وإن كان لدى البعض عيب فثق إنك مليء بالعيوب. النقد البناء من الدين هكذا أخبرنا حبيب الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الدين النصيحة، والمسلم مرآة أخيه المسلم. لا بأس من النقد البناء دون عدوانية وغضب ودون انتهاك إنسانية الغير أو التقليل من شأنه. وتذكر أن الذي يُناسبك قد لا يناسبني، لذا لابد لنا أن نميز نوعية وهدف النقد دون تهكم ودون هجوم كاسح بهدف التشفي والانتقام. لا بد أن نجمع مع الانتقاد كل القواعد البناءة، وكما يقال النحلة في جوفها عسل ولكن أيضا في ذنبها إبرة. فلا بد أذن من أن نحرك أذهاننا أكثر وأكثر ولا نجعلها كالإناء الفارغ يرضى بكل ما يصب فيه. ما أجمل أن يعيش الإنسان وسط جماعة تحرص على نفعه ونجاحه وتبارك طموحه، وتساعده على مواجهة المصاعب مما يجعل الحياة أجمل. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اعظم الخلق محمد صلى الله عليه وسلــم … الشيــخ ماجد محمد العجيلي

 

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..

مفتي الجمهورية يطالب بمحاسبة الرادود الذي تجاوز على مقام أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

استنكر سماحة مفتي الجمهورية حجة الاسلام والمسلمين الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ممتعضاً ومتأسفاً ...