عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / كيفية التعامل مع الناس (3)

كيفية التعامل مع الناس (3)

 

 

 

 

كيفية التعامل مع الناس (3)

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله , صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا . ثانياً: الرفق والرحمة وحسن التأني: قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ). لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الرفق سبباً من أسباب الكمال والنجاح؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه” وفي حديث جرير بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من حُرِمَ الرفق حُرِمَ الخير”. على هذه القاعدة العظيمة في التعامل (الرفق والرحمة) كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنما أنا لكم بمنـزلة الوالـد أُعَلِّمُكُم؛ فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها”، فتأمل كيف ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب اللطيف في التعليم، وكم سيكون له من أثر في نفس السامع..!! وعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن شببة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً؛ فلما ظن أنَّا قد اشتقنا أهلنا، سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه قال: ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلِّموهم”. إن هذه الرحمة من النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء الشباب فيها التوجيه إلى ضرورة مراعاة طبائع النفوس، الشيء الذي قد يغفل عنه بعض المربين بحجة (الجدية والحزم) فربما كلفوا النفوس ما لا تطيق، وحَمَلوها على ما يسبب لها الانقطاع. وتتأكد الحاجة إلى الرفق والرحمة عند وقوع الخطأ غير المتعمد؛ لأن النفوس أحياناً قد يستثيرها الخطأ فتنسى التعامل معه بالرحمة والرفق، وتميل بقوةٍ إلى الردع والتأديب؛ فعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: “بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ عطس رجُلٌ من القوم، فقلت: رحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكل أمِّيَاه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم؛ فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه؛ فوالله ما نهرني ولا ضربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن”. وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء أعرابي، فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذَنوب من ماء فأُهريق عليه”. إن التعامل بالرفق والرحمة يورث النفس نوعاً من الطمأنينة والهدوء، ويجعل تَفَهُّم المشكلة والتعامل معها أكثر نجاحاً وتحقيقاً للأهداف بخلاف ما لو صَحِب ذلك نوعٌ من التوتر. ثالثاً: الثناء والتشجيع: الثناء والتشجيع وتسليط الضوء على مكامن الكمال في النفس البشرية والإشادة بها منهج نبوي كريم، يراد منه بعث النفس على الزيادة، وإثارة النفوس الأخرى نحو الإبداع والمنافسة، وهو مشروط بأن يكون حقاً، وأن يُؤمَن جانب الممدوح، وأن يكون بالقدر الذي يحقق الهدف. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله! مَنْ أسعد الناس يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لِمَا رأيت من حرصك على الحديث”. وعن حذيفة رضي الله عنه قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: لأبعثن إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمينٍ، حق أمين. قال: فاستشرف لها الناس، قال فبعث أبا عبيدة بن الجراح “وفي رواية” فأخذ بيد أبي عبيدة فقال: “هذا أمين هذه الأمة”. وعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: “أبا المنذر! أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أبا المنذر! أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قال: قلت (اللَّهُ لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الْـحَيُّ الْقَيُّومُ) قال: فضرب صدري، وقال: لِيَهْنَ لك يا أبا المنذر العلم”. انظر كم في هذه الأحاديث من تشجيع واهتمام ومزيد رعاية وعناية. كم يبعث التشجيع في نفس المتعلم من حب للعلم، وكم يساعد في تسارع خطوات التربية نحو الأمام،وذلك على عكس ما يأتي به كثرة التأنيب والعتاب واللوم، أو السكوت عن الثناء عند كل نجاح وتفوق. والثناء والتشجيع قد يستفاد منه في تدعيم سلوك معين أو التوجيه إلى عمل مهم يحسن اكتسابه. فعند الإمام مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الرؤيا التي رآها فقصها على أخته حفصة رضي الله عنها فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل”. فيا ترى ما أثر ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على ابن عمر رضي الله عنه؟ قال سالم: فـكان عبد الله، بعـد ذلك، لا ينام من الليل إلا قليلاً. وفي قصة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في (ذي القَرد) لما رجعوا قافلين إلى المدينة بعد أن أبلى سلمة رضي الله عنه بلاءً حسناً، ثم ناموا في الطريق. قال سلمة رضي الله عنه : فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا: سلمة. قال: ثم أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين: سهم الفارس وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعاً، ثم أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على العضباء راجعين إلى المدينة”، تأمل هذه الحادثة، وكم فيها من الثناء والتشجيع وتقدير الكفاءات؛ ففي قوله: “وخير رجالتنا سلمة” إعلان للتكريم أمام مجمع من الصحابة. ثم إن في إعطائه سهمين مكافأة أيضاً وتقديراً لجهوده، ثم في إرداف النبي صلى الله عليه وسلم له على الدابة زيادة في التكريم والتقدير له، إن كثيراً من القدرات، وكثيراً من أصحاب الكفاءات يصابون بالضمور، بل ربما يموتون وتموت مواهبهم وقدراتهم؛ لأنهم لا يجدون من يدفعهم بكلمة ثناء، أو يرفعهم بعبارة تشجيع. إننا حين نثني على أصحاب القدرات لسنا نحفظ ونضمن جهد المجتهد منهم فحسب، بل إننا نحرك نفوساً ربما لا يحركها أسلوب آخر. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

الشيــخ ماجدمحمد العجيلي

 

 

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مؤلفات وكتب مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ..

السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد صالح بن السيد خليل بن السيد موسى بن ...

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..