عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / الشباب المؤمن …… فريضة الوقت

الشباب المؤمن …… فريضة الوقت

 

 

 

 

شهد العقد الأخير من عمر امتنا تراجعا هائلا لدور الشباب في حفظ تراث أمتهم . وانهيارا شبه كامل لمنظومة القيم التي تربّى عليها جيل الإباء والأجداد . بل تكاد هذه المرحلة توصف بأنها مسخ للوجه المشرق الذي رسمه جيل الصحوة الإسلامية الأول .

فبر الوالدين تراجع بشكل ملحوظ . والأخلاق الحميدة أصبحت عملة صعبة . ونسبة رواد المساجد من الشباب لم تعد كما كانت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ، وان حضروا الجمعة والجماعة فانه ليس بالهمة والعمق والفهم والالتزام الذي نطمح إليه.
لقد انتشرت في أوساط الشباب العرب اليوم مظاهر الفساد والفسوق والفجور . السهرات الماجنة، وأعمال ” الزعرنه “، والسياقة المتهورة , واللجوء للعنف لأهون الأسباب . فبات شبابنا يموتون في حوادث السير , وتصفية الحسابات والنزاعات التي تذكّر بأيام الجاهلية الأولى . وكثيرون منهم الذين يرتادون أماكن الفجور فيرتكبون الحرام ويشربون الحرام ويتعاطون الحرام . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
وبسبب هذا الضياع، وهذا الانهيار الذي نشهده في كثير من مجالات حياة مجتمعنا وشبابنا، فقد رأينا مع بداية مسيرتنا المتجددة أن نحيي ونجدد، بزخم كبير ” مشروع الشباب المؤمن ” . ليدخل كل بلد من بلداتنا، وكل حي من أحيائنا، وكل بيت من بيوتنا . أنها مهمة إنقاذ شبابنا من الضياع، وإعادتهم إلى أحضان دينهم ومجتمعهم، وردعهم عن التهلكة التي يلقون بأنفسهم إليها. أنها مهمة تذكير الشباب بانتمائهم لأمه الإسلام ودينه وحضارته، وتذكيرهم بهويتهم الإسلامية وقوميتهم العربية ووطنيتهم الفلسطينية. انه الجهد الكبير الذي نتوخى منة إعادة الشباب إلى ممارسة دورهم الكريم المحترم، في رسم معالم هذا المجتمع، التواق إلى كل يد مخلصة حانية. وإنها مهمة إعادة تشكيل الوعي، وبناء الشخصية، وصياغة الثقافة على النهج الرباني والمنهج النبوي.

أيها الشباب ـــ أدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان :لقد تهاون الكثيرون واستهتروا، واتبعوا شهواتهم ونزواتهم، فأدمن بعضهم التدخين ثم ” النرجيلة ” وبعضهم ” الحشيش ” والمخدرات خفيفها ثم ثقيلها . فماذا كانت النتيجة ؟….. هدر للأموال والطاقات، وضياع للأوقات وللأعمار في غير فائدة تذكر . وأصبح هؤلاء عبئاً على المجتمع لا عونا له ولا سندا . والبعض الآخر أدمن دروب الفجور وسقط في براثن الفاجرات والمومسات، فسقط واسقط غيرة، فلم يعد يؤتمن على عرض أخواته وأهل بيته، ولا يرجى منه خير إلا أن يتوب إلى الله توبة نصوحا فيتوب الله عليه. البعض الآخر تجند في خدمة المخالفين لدينه وملته وأفنى شبابه وعمره في خيانة شعبه وأمته، فماذا كانت النتيجة؟

إما عاش ذليلاُ أو مات حقيرا. وحين انتهت خدماته ألقي به مزابل التاريخ . والغالبية الساحقة من الشباب عاش بلا هدف، كريشة في مهب الريح . فلا هو فهم دينه وعمل بما فهم منه، ولا هو أحسن بناء مستقبله فتعلم علماً، أو أتقن حرفة، ولا هو صاغ شخصيته أو قوّم سلوكه وحفظ سمعته ليترك وراءه أثرا طيباً محموداً .

وأمام هذا الواقع الكئيب أرى بشكل قاطع أن فريضة الوقت، تحتم علينا أن نجعل من هذا المشروع الكبير، السمة الأبرز، والمهمة الأسمى . تعالوا بنا نبحث عن الشباب الطائع، العفيف، الجاد الواعي. نعزز فيهم ثقتهم بأنفسهم، ونملأ أوقات فراغهم بما هو نافع ومفيد. تعالوا بنا نخطط معهم لخدمة شعبنا وامتنا، تعالوا ننقذ حاضرنا ومستقبلنا. واني أناشد كل مسئول في الحركة الإسلامية أن يعطي الأولوية والاهتمام الأكبر للبحث عن هؤلاء الشباب والفتية، ووضع البرامج الخفيفة اللطيفة الشيقة والجذابة لهؤلاء الشباب. لعلنا نختار لهم بيئة أصلح وصحبة أنفع. تعالوا ننظم لهم: رحلات الشباب المؤمن، ومحاضرات الشباب المؤمن. وزيارات التعارف بين الشباب المؤمن، والأعمال التطوعية للشباب المؤمن وغيرها مما يفتح الله عليكم .

إن التحولات العظمى في حياة الأمم بدأت دائما بأفكار، حملها دعاة مؤمنون بها، متجردون لها مضحون من أجلها، حتى إذا عرفها الناس، وحملتها الطليعة الرائدة واصطبغت بها ثم اتسع نطاق العاملين لها وأتباعها أصبحت تياراً قوياً مؤثراً .

“إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” فان عزمنا وتوكلنا على الله حقاً، وأخذنا بالأسباب تخطيطا وتنفيذا لا بد أن يكتب الله تعالى لمسيرتنا النجاح والتوفيق .

فشمروا أيها الإخوة عن سواعد الجد، وحثوا الخطى نحو الهدف واستبشروا بمعية الله ونصره وتأييده . فان أول عدتنا الإخلاص الدائم لله تعالى، وتقواه وحسن الظن به. ثم التخطيط السليم، وتوزيع الأدوار وتقسيم المهام، وليس هنالك سبب يحول بيننا وبين تحقيق الأهداف الكبار، وتحصيل أعظم الانجازات بعون الله تعالى وتوفيقه.

إن منهجنا المعتدل وطرحنا الوسطي الواعي كفيلان بان يكونا نقطة الالتقاء لجميع أهلنا في هذه البلاد . فنحن لا نطلب منهم المستحيل، ولا نكلفهم ما لا يطيقون، ولا ندعوهم لأمور غير واقعيه كأنها ضرب من خيال . وإنما رؤيتنا الساطعة كالشمس في واضحة النهار مفادها : أن الإسلام بشرائعه، وشعائره، بأخلاقه وتعاملاته التي دعا إليها، هو أصلح منهج على الإطلاق عليه تأتلف القلوب، وبه تجتمع الكلمة ومن خلاله يصلح حال المجتمع .

إن القيم التي تربينا عليها، ونسعى لتربية أبنائنا وشبابنا عليها، هي انسب ما يليق بالكرامة الإنسانية وبالفطرة البشرية السّويّة. فأي شيء أجمل من العفة والنبل، من الشهامة والرجولة، من حب الخير للناس وبذل المعروف لهم، وكل ذلك مصحوب بالطاعة والإيمان، بدءً بالصلاة والجماعة والمسجد ومرورا بسائر الأركان .

أيها الإخوة :

إن الشباب عماد هذه الأمة، وأملها ومحط أنظارها، وان عناصر الفساد والتدمير تسابقكم عليهم. فاسبقوا بالخير وقدموه لهذا الجيل من أصحاب الهمم والمروءات، وأصحاب الطموحات والنفوس الكبار. فكّروا، خططوا، تعاونوا ونفذوا في إطار مشروعنا الشبابي الكبير بإذن الله، وعسى أن تبصر امتنا لترى في هذه البلاد صبغة جديدة وظاهرة بارزة اسمها : ” الشباب المؤمن ” في كل بلد وحي وقرية، ومدينة من ديارنا العامرة .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

 

 

 

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مؤلفات وكتب مفتي جمهورية العراق الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ..

السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد صالح بن السيد خليل بن السيد موسى بن ...

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..