عاجل_ اخبار الدار
الرئيسية / قسم الاسلاميات / زوال الكعبة ولا قتل مسلم

زوال الكعبة ولا قتل مسلم

زوال الكعبة ولا قتل مسلم


الحمد لله الذي ارسل رسله بالبينات وانزل معهم الكتاب والميزان  ليقوم الناس بالقسط وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوي عزيز وصلى الله على محمد وعلى اله واصحابه اجمعين في العالمين.
كان أول نهي صدر عن الله تعالى لآدم عليه السلام هو نهيه عن القرب من شجرة ، قال تَعَالَى ” وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ” سورة البقرة ، ومن المعلوم أن الشجرة ترمز إلى ” البيئة”
وكأني أرى أن اختيار الشجرة وليس شيئا آخر فيه دلالة على أن أعظم ما يجب الحفاظ عليه هو “البيئة”،  وقد أصلح الله تعالى لنا بيئة الأرض قبل استلامها وتولي الخلافة فيها   ثم جاءت وصية الله تعالى للإنسانية  صريحة في الحفاظ على الأرض وعدم إفسادها، قال الله جل وعلا : ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ  .( سورة الاعراف

النهي عن المفسدة ودفع المفسدة أصل من أصول الشريعة الإسلامية، والنهي عن المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فقد تكون مصلحة ومنفعة في أمر ما لكن إذا لازمت هذه المنفعة والمصلحة مفسدة فان درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة  الله تعالى :”يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ “، سورة البقرة . والملاحظ في الآية القرآنية أن الخمر والميسر في زمن ما كان يعود بالإرباح المالية الهائلة على التجار ودور القمار، وكانوا ينتفعون بهذا المال، جاء الاسلام وأعلمهم من ناحية أنكم تنتفعون بهذا المال لكنكم تتسببون في تدمير مجتمع كامل وتضرون بجهة التعاون كما يسميها بعض العلماء ، فالمنفعة المالية الخاصة بكم يرافقها تدمير مجتمع كامل بسبب الخمر والميسر، فالمفسدة الناتجة عن منافعكم أعظم وهي أولى بالاهتمام في دفعها ورفعها ومنعها والاستغناء عنها  لذلك حرم الله تعالى الخمر والميسر لان مفسدتهما اكبر من نفعهما.

ان  من استقرأ الشريعة الإسلامية يجدها  أنها وضعت لمصالح العباد استقراءً لا ينازع فيه احد، وحق الفرد وتصرفاته محكومة ومضبوطة  بالمصلحة وعدمها ، وما من حكم شرعي إلا ويدعو الى تحقيق  مصلحة أساسها المحافظة على النفس أولا ، والهدف والغاية من إنزال الشريعة الإسلامية هو تحقيق مصلحة الإنسان وخيره في الدنيا والآخرة ، وان كل نص من نصوص الشريعة الإسلامية يحمل بين ثناياه مصلحة تتحقق فور تنفيذه أو العمل به، وليست الحقوق في الشريعة الإسلامية ملك للأفراد ملكا مطلقا  حتى يكون صاحبها مطلق التصرف فيها، بل شرعت كوسائل لتطبيق مصالح ، ووضعت الحقوق في يد الفرد لهذا الغرض، وبذلك اصبح كل حق في الشرع مقيدا بغايته، والانحراف عن هذه الغاية هو التعسف بعينه، فلك ان تمتلك بيتا ولك أن تستأجر مكانا وهذا حق لك في الشريعة الإسلامية لكن ان استعملت هذا الحق فيما يتسبب بضرر لك وللمجتمع أصبح استعماله حراما ويسحب منك هذا الحق بعدما أعطي لك لسوء الاستعمال والتعسف.

الحديث عن “الانتينات” ومنافعها ومضارها ، قد ينتفع فرد من وجود ها وقد تعود بالفائدة على المجتمع في تحسين جودة الاستقبال للهواتف النقالة او لشبكات البث، لكن هذه المنافع لا تساوي شيء أمام تسبب في إصابة شخص واحد بمرض السرطان والسرطان قد يعني الموت. …

لا شيء في الاسلام أهم من النفس والحفاظ عليها فهذا الحديث الذي  ذكره البيهقي في شعب الإيمان عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق ). وروي بلفظ :  (لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم ).. وله روايات كثيرة يعضد بعضها بعضا فترتقي به إلى درجة الصحيح لغيره، ومن ذلك ما رواه النسائي من حديث بريدة مرفوعاً : (قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا). وابن ماجه من حديث البراء مرفوعاً : (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق. هذا كله يبين قيمة الإنسان وعظمته) .

هدم الكعبة وإزالتها أهون من التعرض لإنسان بأذى يؤدي الى موته.

ان الشريعة الإسلامية نهت عن الضرر الواقع والضرر الواقع الناتج عن سلوكيات وتصرفات الإنسان فعن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، حديث حسن ، رواه ابن ماجة و الدارقطني وغيرهما مسندا . فالضرر هو الواقع والضرار هو المتوقع، وان وجود ” الانتينات” فيه ضرر واقع وضرر متوقع.

وقد تحدث المتحدثون وبينوا ما تحدثه هذه “الانتينات” من أضرار على الفرد وعلى المجتمع وان المنافع من ورائها لا تساوي قيمة إنسان واحد، ولا بد لأهل العلم الشرعي أن يدلوا بدلوهم في هذه المسالة الهامة التي تتعلق بحياة الناس وعليه لا بد من بيان الحكم الشرعي في هذه المسالة فاذا ثبت بالشكل القطعي فان سكت عنهم فهو شيطان اخرس وان بلغ فهو مثاب عند الله تعالى، فرفع الضرر واجب على كل مسلم.

ولا يجوز شرعا تأجير بيوت أو محلات أو سطوح البيوت  أي مكان لمثل هذه الانتينات ، وعقد الإجارة باطل، والمال المكتسب مال حرام. اكتسب بعقد حرام  .قد تستخفون من الناس لكن لا تستطيعون أن تسخفوا من الله تعالى. ولن ينفع ان تخفيها لا في سخان شمسي ولا مكيف هواء ولا في غرفة محكمة ، فالله تعالى لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. ولزوال الكعبة بل والدنيا كلها اهون عند الله تعالى من الإضرار بمسلم والسعي في قتله أفلا تهون عليكم إزالة هذه المدمرات للحفاظ على النفس البشرية………..
المكتب الاعلامي
28/10/2013

عن admin

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(( مُجمَلُ اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في محبةِ آلِ بَيتِ الرسُولِ الكَريمِ )) .

1- أهلُ السُّنَّةِ يُوجِبونَ مَحبَّةَ أهلِ بَيتِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ويجعلون ذلك ...

مفتي الجمهورية هناك أوصاف مهمة في اختيار الصديق الصالح ..

مفتي الجمهورية يطالب بمحاسبة الرادود الذي تجاوز على مقام أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

استنكر سماحة مفتي الجمهورية حجة الاسلام والمسلمين الشيخ الدكتور مهدي بن احمد الصميدعي ممتعضاً ومتأسفاً ...